60 طبعة الذكرى السنوية الستين asdf التنمية في عالم يشيخ دراسة الحالة االقتصادية واالجتماعية في العالم 2007 إدارة الشؤون االقتصادية

Transcript

1 إدارة الشؤون االقتصادية دراسة الحالة االقتصادية واالجتماعية في العالم 2007 التنمية في عالم يشيخ واالجتماعية 60 طبعة الذكرى السنوية الستين asdf األمم المتحدة

2 E/2007/50/Rev.1 ST/ESA/314 إدارة الشؤون االقتصادية واالجتماعية دراسة الحالة االقتصادية واالجتماعية يف العالم 2007 التنمية يف عالم يشيخ asdf األمم املتحدة نيويورك 2008

3 إدارة الشؤون االقتصادية واالجتماعية إدارة الشؤون االقتصادية واالجتماعية باألمانة العامة لألمم المتحدة هي همزة وصل حيوية بين السياسات العالمية في المجاالت االقتصادية واالجتماعية والبيئية والعمل الوطني. وتعمل اإلدارة في ثالثة مجاالت مترابطة: )1( إنها تجمع وتولد وتحلل مجموعة كبيرة من البيانات والمعلومات االقتصادية واالجتماعية والبيئية تستند إليها الدول األعضاء في األمم المتحدة في استعراض المشاكل العامة وحصر خيارات السياسات )2( وهي تيسر المفاوضات بين الدول األعضاء في كثير من الهيئات الحكومية الدولية بشأن مسارات العمل المشتركة للتصدي للتحديات العالمية الجارية أو الناشئة )3( وهي تسدي المشورة للحكومات المعنية بشأن سبل ووسائل ترجمة أطر السياسات التي تضعها مؤتمرات األمم المتحدة ومؤتمرات القمة في البرامج على الصعيد القطري وتساعد في بناء القدرات الوطنية من خالل المساعدة التقنية. مالحظة تتألف رموز وثائق األمم املتحدة من حروف وأرقام. E/2007/50/Rev.1 ST/ESA/314 منشورات األمم املتحدة حقوق النرش والطبع حمفوظة لألمم املتحدة 2008 مجيع احلقوق حمفوظة نيويورك

4 ج تصدير إن الزيادة يف أعداد املسنني هي أحد اإلنجازات الكبرية للمجتمعات احلديثة فالناس يعيشون اليوم أعامرا أطول كثريا مما كان عليه احلال قبل قرن من الزمان بسبب التقدم يف الطب والتغذية والتكنولوجيا. ولكن الشيخوخة تفرض بدورها حتديات ضخمة وستكون إحدى القضايا املهيمنة يف القرن احلادي والعرشين. ففي عام 2050 سيكون عدد املسنني الذين بلغوا سن الستني أو جتاوزوها يف العامل قد قارب البليونني من البرش. وسيكون 80 يف املائة منهم يف البلدان النامية. ويف مناسبة العام الستني لصدور الدراسة االستقصائية للحالة االقتصادية واالجتامعية يف العامل تتناول الدراسة االستقصائية لعام 2007 حتليال آلثار الشيخوخة عىل التنمية االقتصادية واالجتامعية يف العامل. فطول العمر مع الصحة يتيح فرصا هائلة للتنمية االقتصادية واالجتامعية ولرىض النفس ولكن حتقيق هذا اهلدف يقتيض من املجتمعات يف مجيع أنحاء العامل أن تكفل جلميع األشخاص يف مجيع األعامر ما يعينهم عىل حياة كريمة. ومن التحديات الكبرية يف هذا الصدد تناقص قوة العمل مع تزايد نسبة كبار السن الذين تعوهلم قوة العمل كام أن صغر حجم األرس مع انتشار الفقر يؤثران عىل تقديم الرعاية وتأمني الدخل لكبار السن خاصة يف البلدان النامية حيث األرسة هي عامد الرعاية للمسنني. ويف نفس الوقت جيب أن نستفيد مما يمكن لكبار السن أن يقدموه ملجتمعاهتم من مسامهات اقتصادية واجتامعية وسياسية. وقد اعرتفت احلكومات املجتمعة يف اجلمعية العاملية الثانية للشيخوخة يف مدريد يف 2002 بالتحديات الكبرية التي تفرضها شيخوخة السكان واعتمدت خطة العمل الدولية للشيخوخة. ومفهوم أن الوفاء بالتزامات خطة العمل الدولية هو حجر األساس يف بناء جمتمع يتسع جلميع األعامر. وتؤكد األمم املتحدة هذا املفهوم من خالل تقديم هذه الدراسة االستقصائية. بان كي - مون األمني العام

5

6 ه نظرة عامة سيكون للشيخوخة أثر عميق عىل املجتمعات ومن الرضوري أن تشغل حيزا متزايدا من اهتامم صناع السياسات يف القرن احلادي والعرشين. فنسبة املسنني بني السكان تتزايد بشكل رسيع يف بلدان العامل املتقدم النمو ويف العديد من أجزاء العامل النامي. والشيخوخة هي انعكاس لنجاح عملية التنمية البرشية إذ أهنا نتيجة النخفاض معدل الوفيات )مقرتنا بتدين معدل اخلصوبة( وامتداد احلياة لسنوات أطول. وتتيح الشيخوخة فرصا جديدة ترتبط باملشاركة النشطة لألجيال األكرب سنا يف االقتصاد ويف املجتمع بصفة عامة. ويف تلك البلدان التي هي أساسا من بلدان العامل النامي والتي ال تزال تشهد تزايدا متناميا يف أعداد الشباب ثمة آفاق مفتوحة لتحقيق تنمية اقتصادية. وتنطوي شيخوخة السكان أيضا عىل حتديات كبرية ال سيام فيام يتعلق بقدرة ن ظ م املعاشات التقاعدية عىل االستمرار من الناحية املالية وبتكاليف ن ظ م الرعاية الصحية والدمج الكامل للمسنني باعتبارهم عنارص فاعلة يف التنمية املجتمعية. وتشتمل دراسة احلالة االقتصادية واالجتامعية يف العامل لعام 2007 عىل حتليالت للتحديات والفرص املتصلة بشيخوخة السكان وهتدف إىل تسهيل املناقشات يف جمال الدفع ق د ما بخطة عمل مدريد الدولية للشيخوخة التي اعتمدهتا اجلمعية العاملية الثانية للشيخوخة بتوافق اآلراء يف 12 نيسان/ أبريل وقد وضعت خطة عمل مدريد إطارا إلدماج املناقشات املتعلقة بشيخوخة السكان يف صلب املناقشات الدولية حول التنمية وتنفيذ سياسات وطنية تستجيب للتحدي املتمثل يف بناء جمتمعات تستوعب مجيع األعامر. وتويل اخلطة أولوية لضامن االهتامم بمسائل الشيخوخة باعتبارها جزء ا أساسيا من جدول األعامل العاملي يف جمال التنمية وشمول كبار السن بالرعاية الصحية والرفاه وهتيئة بيئة متكينية وداعمة للمسنني. شيخوخة سكان العالم يشهد توزيع سكان العامل بحسب الفئات العمرية حتوال عميقا. ومع انخفاض معدالت الوفيات واخلصوبة صار توزيع السكان بحسب الفئات العمرية يشهد حتوال تدرجييا نحو األعامر املتقدمة. وتشهد مجيع مناطق العامل هذا التغري. ويمثل تزايد معدالت العمر املتوقع وانخفاض معدالت اخلصوبة الفعلية عاملني أساسيني من العوامل املحركة لعملية التحول الديمغرايف. وعىل املستوى العاملي ازداد معدل العمر املتوقع من 47 سنة يف الفرتة إىل 65 سنة يف الفرتة ويتوقع أن يصل إىل 75 سنة يف الفرتة وخالل الفرتة إىل انخفض معدل اخلصوبة الفعلية من 5.0 أطفال إىل 2.6 طفل للمرأة الواحدة ويتوقع أن يتواصل انخفاضه ليصل إىل طفلني 2.0 للمرأة الواحدة يف الفرتة ويف عدة أجزاء من العامل يبلغ معدل اخلصوبة الفعلية يف الوقت احلايل أقل من طفلني للمرأة الواحدة وال يقترص ذلك عىل البلدان املتقدمة النمو وحدها بل نشهده يف العديد من البلدان النامية أيضا وهو بذلك أقل من املستوى املطلوب إلحالل السكان عىل املدى الطويل.

7 و دراسة الحالة االقتصادية واالجتماعية يف العالم 2007 وينطوي التحول الديمغرايف عىل ثالث مراحل: تتسم املرحلة األوىل بارتفاع نسبة الشباب يف التوزيع السكاين بسبب ارتفاع نسبة األطفال الباقني عىل قيد احلياة يف األعامر األصغر. ويف املرحلة الثانية تبدأ نسبة األطفال يف التحول نحو االنخفاض بسبب تدين معدالت اخلصوبة ويصحب ذلك زيادة يف أعداد الراشدين الذين هم يف سن العمل. أما املرحلة الثالثة فتأيت عادة بعد فرتات طويلة من تدين معدالت اخلصوبة والوفيات وتنخفض فيها نسب األطفال والراشدين الذين هم يف سن العمل وتشهد نسبة املسنني وحدها ارتفاعا. ويالحظ أن الزيادة يف عدد السكان الذين هم يف سن العمل أثناء املرحلة الثانية من التحول هي زيادة مؤقتة )تستمر غالبا نحو 50 عاما ( ولكن هذه الفرتة الزمنية كافية إلحداث تأثريات ملحوظة بالنسبة للبلدان املعنية. ومن الناحية النظرية تتيح هذه امليزة الديمغرافية فرصة لترسيع وترية التنمية االقتصادية بيد أن حصاد منافعها املحتملة يعتمد عىل إجياد فرص للعاملة املنتجة وفرص لالستثامر كام يعتمد يف هناية املطاف عىل وجود الظروف االجتامعية والسياسية التي توفر بيئة تساعد عىل استدامة النمو والتنمية. وخالل املرحلة الثالثة قد تنطوي الشيخوخة املتسارعة للسكان عىل حتديات يف جمال السياسات العامة بوجه خاص إذ يصبح من الرضوري القيام بتعديالت رئيسية يف طائفة من املجاالت ملواكبة التدين يف حجم القوة العاملة وزيادة الطلب عىل الرعاية الصحية واحلاجة إىل دعم املسنني. تسارع شيخوخة السكان يف البلدان النامية دخلت االقتصادات املتقدمة عموما املرحلة الثالثة من التحول الديمغرايف التي يتسم هيكل األعامر فيها بتقدم سني العمر بشكل أكرب كثريا منه يف البلدان النامية. أما البلدان التي متر اقتصاداهتا بمرحلة انتقالية فإن هيكل األعامر فيها أكثر شبابا بصفة عامة منه يف البلدان املتقدمة النمو ولكنه يظل أكثر شيخوخة بشكل ملحوظ مما عليه احلال يف البلدان النامية. وتعيش معظم البلدان النامية املرحلة الثانية من التحول الديمغرايف. ومع ذلك فإن أغلبية املسنني يف العامل يعيشون يف البلدان النامية وبحلول عام 2050 سيكون 79 يف املائة من السكان البالغة أعامرهم 60 عاما أو أكثر أي ما يزيد عىل حوايل 1.6 بليون شخص من أبناء البلدان النامية )الشكل صفر - 1(. وفضال عن ذلك ستشهد البلدان التي انخفضت فيها معدالت اخلصوبة بشكل رسيع نسبيا ال سيام يف رشق آسيا ومنطقة املحيط اهلادئ وأمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي عملية تشيخ سكانية ستكون أرسع من تلك التي شهدهتا يف السابق بلدان العامل املتقدمة النمو حاليا. وعىل العكس من ذلك فإن معظم البلدان األفريقية مل تدخل املرحلة الثانية من التحول السكاين إال يف وقت قريب ويتوقع لسكان املنطقة أن يظلوا أكثر شبابا نسبيا حتى مرحلة متأخرة من القرن احلادي والعرشين. االختالفات بني الجنسني يف السن املتقدم نظرا إىل أن النساء أطول عمرا عادة من الرجال فإن عددهن يفوق أعداد الرجال بشكل ملحوظ يف األعامر املتقدمة. ومن ثم فإن نسبة النساء بني املسنني متيل إىل التزايد بشكل كبري مع تقدم السن. ويف عام 2005 كان عدد النساء بالنسبة جلميع أنحاء العامل يفوق عدد الرجال بنسبة 4 إىل 3 يف األعامر من 65 وما فوق وبنسبة 2 إىل 1 يف سن الثامنني وما فوقها. غري أنه نظرا إىل حدوث انخفاض متوقع يف نسبة االرتفاع يف

8 نظرة عامة ز الشكل صفر - 1 حجم وتوزيع سكان العالم الذين تزيد أعمارهم عىل 60 عاما أو أكثر عىل امتداد السنوات 1950 و 1975 و 2005 و 2025 و 2050 )باملاليني( البلدان النامية البلدان التي تمر اقتصاداتها بمرحلة انتقالية البلدان متقدمة النمو ٢ ٠٠٠ ١ ٨٠٠ ١ ٦٠٠ ١ ٤٠٠ ١ ٢٠٠ ٧٩ ١ ٠٠٠ املصدر: األمم املتحدة )2005 أ(. مالحظتان: )1( يبني الرسم البياني التقديرات )حتى عام 2005( واإلسقاطات املتعلقة باملتغريات عىل املدى املتوسط )بعد عام 2005(. )2( تظهر النسب املئوية داخل األعمدة. ٨٠٠ ٦٠٠ ٤٠٠ ٢٠٠ صفر ٧٠ ٦٣ ٥ ٥٣ ٧ ٥٢ ١٠ ٩ ٣٠ ٢٥ ١٨ ٣٩ ٣٨ ١٩٥٠ ١٩٧٥ ٢٠٠٥ ٢٠٢٥ ٢٠٥٠ السنة ٤ العمر املتوقع لإلناث يف البلدان املتقدمة النمو يتوقع أن ينخفض الفرق إىل حد ما بني عدد الرجال والنساء يف األعامر املتقدمة بحلول عام 2050 يف هذه البلدان. وعىل العكس من ذلك فإن عدم التوازن يف البلدان النامية بني أعداد املسنني واملسنات سيستمر يف االرتفاع بسبب استمرار اتساع الفرق بني اجلنسني يف معدالت العمر املتوقع. ارتفاع معدالت اإلعالة تتمثل إحدى نتائج الشيخوخة يف معظم املجتمعات يف تدين أعداد األشخاص الذين يعملون ويدرون دخال بالنسبة ألولئك الذين ال يعملون ويعتمدون يف معيشتهم عىل دخل اآلخرين. والغرض من نسبة اإلعالة هو مقارنة حجم فئة من فئات السكان تعترب معالة اقتصاديا )وتشمل هذه الفئة نمطيا األطفال دون سن اخلامسة عرشة واألشخاص الذين تتجاوز أعامرهم 65 عاما ( من قبل فئة أخرى تعترب نشطة اقتصاديا. ونظرا لقلة البيانات حتسب معدالت اإلعالة عادة استنادا إىل النطاقات العمرية وحدها. وخالل الفرتة بني عامي 1975 و 2005 انخفض معدل اإلعالة العام عىل املستوى العاملي ككل من 74 إىل 55 معاال لكل مائة شخص يف سن العمل بسبب حدوث انخفاض كبري يف معدالت إعالة األطفال. ويتوقع هلذا التوجه نحو االنخفاض أن يتوقف يف العقد القادم ثم ينعكس نحو االرتفاع بعد ذلك. ويتوقع ملعدل اإلعالة العام أن يبلغ 53 معاال لكل مائة شخص يف سن العمل يف عام 2025 وأن يبلغ 57 معاال لكل مائة شخص يف سن العمل بحلول عام 2050 ألسباب تعود بشكل كامل إىل ارتفاع معدالت اإلعالة يف األعامر املتقدمة.

9 ح دراسة الحالة االقتصادية واالجتماعية يف العالم 2007 ويف البلدان املتقدمة النمو تشري التقديرات إىل أن معدل اإلعالة العام قد وصل إىل أدنى مستوياته تارخييا يف عام 2005 وهناك توجه نحو ارتفاع مطرد يف معدل اإلعالة العام هلذه البلدان يف جمموعها يف املستقبل بسبب استمرار ارتفاع معدالت اإلعالة لكبار السن )انظر الشكل صفر - 2 أ(. وهناك نمط مشابه للتوجهات يف معدالت اإلعالة يف البلدان التي متر اقتصاداهتا بمرحلة انتقالية للنمط الذي نشهده يف البلدان املتقدمة النمو. وبالنسبة للبلدان النامية فإن هناك اختالفا ملحوظا سواء فيام يتعلق بتجربتها التارخيية أو بتوقعاهتا للمستقبل. وخالل الفرتة املمتدة بني عامي 1950 و 1975 كان معدل اإلعالة العام أعىل كثريا مما كان عليه احلال يف املجموعتني األخريني من البلدان ويعود ذلك يف معظمه إىل االرتفاع الشديد يف مستويات إعالة األطفال )انظر الشكل صفر - 2 ب(. غري أن معدالت إعالة األطفال ومعدالت اإلعالة العامة تشهد تراجعا يف البلدان النامية منذ حوايل عام 1975 ويتوقع أن يستمر انخفاض معدل اإلعالة العام حتى عام 2025 ولكنه سريتفع بعد ذلك بسبب الزيادة الرسيعة املتوقعة يف معدالت إعالة الشيخوخة. شيخوخة السكان أمر ال يمكن تجنبه يتوقع أن ترتفع معدالت شيخوخة السكان كثريا عىل امتداد العقود القليلة القادمة يف مجيع مناطق العامل. وال يتوقع أن يغري من هذا املنظور كثريا أي تدخالت عىل صعيد السياسة العامة هتدف إىل تشجيع اإلنجاب يف البلدان ذات اخلصوبة املنخفضة حتى وإن نجحت تلك السياسات. كذلك فإن زيادة عدد املهاجرين زيادة كبرية عىل مستوى العامل يمكن أن تغري االجتاهات يف السكان الذين هم يف سن العمل يف البلدان الصناعية ولكن أي افرتاض معقول يمكن تصوره بشأن معدالت اهلجرة الدولية يف املستقبل لن يكون له سوى أثر حمدود عىل املعدالت املتوقعة لشيخوخة السكان يف هذه البلدان. وملا كانت التغريات القادمة يف هياكل األعامر مفهومة جيدا فيمكن التنبؤ هبا إىل حد بعيد. وينبغي مثاليا أن تأيت االستجابات يف جمال السياسات العامة يف وقت مبكر لكي تسري عملية التكيف مع هذه التغريات الديمغرافية طويلة األمد يف سالسة. وإذا كان من غري املمكن جتنب شيخوخة السكان فإن نتائجها تتوقف عىل ما يتخذ من تدابري ملعاجلة ما تنطوي عليه من حتديات. بيد أن هناك حتديات تشمل متتع األعداد املتزايدة من املسنني بالدعم الكايف يف شيخوختهم وإتاحة فرص العمل الكريم ملن يود منهم البقاء كأفراد ناشطني اقتصاديا وتوفري الرعاية الصحية املناسبة هلم. وما مل يتم ترسيع وترية النمو االقتصادي بشكل مستدام ستشكل الشيخوخة أعباء متزايدة عىل فئات السكان الذين هم يف سن العمل )وذلك يف شكل ارتفاع مستوى الرضائب واملسامهات األخرى( حتى يمكن املحافظة عىل استقرار حتويل املوارد إىل فئات املسنني. الشيخوخة والبيئات املعيشية املتغرية تشهد البيئة االجتامعية التي يتقدم العمر بالناس يف ظلها تغريا رسيعا إذ يتناقص حجم األرس كام يتناقص دور األرس املوسعة وكذلك تتغري التصورات املتعلقة بدعم األجيال بعضهم بعضا وتقديم الرعاية للمسنني تغريا رسيعا.

10 نظرة عامة ط الشكل صفر - 2 أ معدالت إعالة األطفال واملسنني خالل الفرتة البلدان املتقدمة النمو ١٠٠ ٩٠ الا سقاطات التقديرات لكل ١٠٠ شخص تتراوح أعمارهم بني ١٥ و ٦٤ ٨٠ ٧٠ ٦٠ ٥٠ ٤٠ ٣٠ ٢٠ الا طفال الشيوخ املجموع ١٠ صفر ١٩٥٠ ١٩٦٠ ١٩٧٠ ١٩٨٠ ١٩٩٠ ٢٠٠٠ ٢٠١٠ ٢٠٢٠ ٢٠٣٠ ٢٠٤٠ ٢٠٥٠ السنة الشكل صفر - 2 ب معدالت إعالة األطفال واملسنني خالل الفرتة البلدان النامية ١٠٠ ٩٠ الا سقاطات التقديرات الا طفال الشيوخ املجموع ٨٠ ٧٠ ٦٠ ٥٠ ٤٠ ٣٠ ٢٠ ١٠ صفر ١٩٥٠ ١٩٦٠ ١٩٧٠ ١٩٨٠ ١٩٩٠ ٢٠٠٠ ٢٠١٠ ٢٠٢٠ ٢٠٣٠ ٢٠٤٠ ٢٠٥٠ السنة لكل ١٠٠ شخص تتراوح أعمارهم بني ١٥ و ٦٤ املصدر: إدارة الشؤون االقتصادية واالجتماعية يف األمانة العامة لألمم املتحدة. مالحظة: معدالت إعالة األطفال تنطبق عىل األطفال من سن صفر إىل 14 سنة ومعدالت إعالة املسنني تنطبق عىل األشخاص من سن 65 فما فوق بالنسبة لألشخاص يف سن العمل سنة. واملعدل اإلجمايل هو مجموع املعولني.

11 ي دراسة الحالة االقتصادية واالجتماعية يف العالم 2007 تغري الرتتيبات املعيشية يعيش مسن واحد من كل 7 مسنني أي 90 مليونا من املسنني معيشة منفردة وذلك عىل نطاق العامل. وقد زاد هذا املعدل يف معظم البلدان عىل امتداد العقد املايض. وعىل الرغم من احلجم املتواضع ملتوسط معدل التغري يتوقع هلذا التوجه أن يستمر وستكون له آثار اجتامعية كبرية ال سيام بالنسبة للمسنات الالئي تزيد االحتامالت لدهين بأن يعشن بمفردهن )انظر الشكل صفر - 3(. ومن شأن العيش االنفرادي الذي قد يفيض إىل تزايد العزلة أن جيعل قيام أفراد األرسة بتقديم الرعاية أمرا يصعب ترتيبه ويزيد أيضا من احلاجة إىل توفري خدمات دعم إضافية لتمكني املسنني من البقاء يف منازهلم. وقد يصعب عىل البلدان النامية تقديم هذه اخلدمات. ويف البلدان النامية تعيش أغلبية املسنني مع الراشدين من أبنائهم وبناهتم. وتصدق هذه احلالة عىل حوايل ثالثة أرباع األشخاص البالغة أعامرهم 60 عاما أو أكثر يف آسيا وأفريقيا وعىل ثلثي أولئك الذين تبلغ أعامرهم 60 عاما أو أكثر يف أمريكا الالتينية. وال تزال أعداد املسنني الذين يعيشون بمفردهم منخفضة نسبيا بنسبة تقل عن 10 يف املائة ولكنها تتزايد يف معظم البلدان النامية )وإن مل يكن فيها مجيعا (. وتتفاوت آثار هذه التغريات عىل تركيبة األرسة والرتتيبات املعيشية فيام يتعلق بتقديم الدعم والعناية للمسنني بتفاوت السياق االجتامعي. ففي البلدان التي ال يوجد فيها أمام املسنني سوى فرص حمدودة للتمتع باآلليات الرسمية للحامية االجتامعية فإهنم حيتاجون إىل االعتامد عىل األرسة واملجتمع املحيل. غري أن هذه اآلليات غري الرسمية للحامية أخذت تتعرض يف اآلونة األخرية لضغوط متزايدة وال يرجع ذلك إىل عوامل التوجهات الديمغرافية التي أشري إليها من قبل وحدها مع إضافة مشاركة املرأة يف القوة العاملة وإنام يرجع أيضا إىل حدوث تغريات يف املفاهيم بشأن رعاية األبوين واملسنني بصفة عامة. وترتتب عىل التغريات التي حدثت يف الرتتيبات املعيشية للمسنني آثار كبرية يف جمال السياسات العامة يف البلدان النامية والبلدان املتقدمة النمو عىل حد سواء. وحتتاج البلدان املتقدمة النمو إىل توسيع نطاق عمليات تقديم الرعاية الرسمية عىل املدى الطويل للمسنني بام يف ذلك اإلقامة يف املؤسسات باإلضافة إىل توفري خدمات بديلة تتيح للمسنني أن يقضوا سني شيخوختهم يف منازهلم إذا ما رغبوا يف ذلك )انظر أيضا املعلومات الواردة أدناه(. أما التحديات التي جتاهبها البلدان النامية يف هذا الصدد فهي يف الواقع أكرب حجام إذ أن عىل هذه البلدان أن توفر اهلياكل األساسية الرضورية )املياه املرافق الصحية وما شابه ذلك( واخلدمات االجتامعية للمسنني باإلضافة إىل توفري الرعاية الرسمية املتزايدة عىل املدى الطويل وإجياد أشكال جديدة من الرعاية غري الرسمية. مشاركة املسنني وتمكينهم ملا كان املسنون ال يزالون يشكلون نسبة متزايدة من جمموع السكان فإن لدهيم إمكانية أن يكونوا أكثر تأثريا يف املجتمع. ويتباين متكني املسنني ومشاركتهم السياسية تباينا كبريا بني البلدان: فهناك بلدان يتمتع فيها املسنون بمكانة اجتامعية وسياسية كبرية يتصل معظمها باستئثارهم بموارد اقتصادية كبرية وبوجود تقاليد للمشاركة السياسية غري أن األمر خيتلف يف بلدان أخرى حيث ال توجد تنظيامت للمسنني ومن ثم جيدون صعوبة كبرية يف اإلعراب عن شواغلهم أو دجمها يف املناقشات الرسمية ويف جدول أعامل السياسات.

12 نظرة عامة ك الشكل صفر - 3 نسبة أفراد السكان البالغة أعمارهم 60 عاما أو أكثر الذين يعيشون بمفردهم موزعة حسب املنطقة ونوع الجنس 2005 )نسبة مئوية( رجال نساء ٤٠ ٣٤ ٣٧ ٣٠ ٢٠ ١٩ ١٤ ١٦ ١٠ ٨ ٣ ٩ ٦ ١٠ ٨ ٩ أوروبا العالم آسيا أفريقيا أمريكا اللاتينية أمريكا الشمالية ومنطقة البحر الكاريبي صفر املصدر: األمم املتحدة/إدارة الشؤون االقتصادية واالجتماعية. وتعمل املن ظ امت غري احلكومية الدولية والوطنية بشكل نشط عىل تشجيع تنظيم املسنني باعتبار ذلك آلية يمكن من خالهلا التأثري عىل وضع السياسات التي متسهم وتنفيذها. ونظرا إىل أن تعل م القراءة والكتابة والتعليم املتواصل بام يف ذلك التثقيف بشأن حقوق اإلنسان تشكل عنارص مهمة يف عملية التمكني ينبغي أن تقرتن اجلهود املبذولة لتنظيم املسنني بمشاريع أكرب حجام تتضمن هذه العنارص. مكافحة اإلهمال وإساءة املعاملة عىل الرغم من صعوبة قياس السلوك امليسء فإن التقارير املتوافرة حاليا عن إمهال املسنني وإساءة معاملتهم تدعو للقلق. إذ توجد دالئل عىل إساءة معاملة املسنني داخل األرسة ويف سياق املجتمعات املحلية ومراكز الرعاية املؤسسية للمسنني يف البلدان املتقدمة النمو والنامية عىل حد سواء. ومن عوامل اخلطورة يف هذا املجال عدم توافر املوارد لتقديم الرعاية ونقص تدريب وتثقيف مقدمي الرعاية والضغوط النفسية املتصلة بالعمل يف مرافق الرعاية املؤسسية ووجود صور نمطية سلبية عن املسنني يف املجتمع وظروف الفقر بصفة عامة. ويمثل ضامن ومحاية حقوق اإلنسان للمسنني كام حددها اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان )قرار اجلمعية العامة 217 ألف )د - 3(( وسيلة هامة للحد من احتامالت تعرض املسنني لإلساءة ولتمكينهم. وقد تكون هناك رضورة لسن ترشيعات تكميلية يف بعض البلدان لتحسني اإلطار القانوين حتى يتسنى محاية حقوق املسنني ومنع إساءة معاملتهم أو إمهاهلم ودعم فرص مشاركتهم يف مجيع جوانب احلياة االجتامعية. غري أن وضع إطار قانوين أفضل ال يكفي بمفرده. وحتتاج املجتمعات باإلضافة إىل ذلك

13 ل دراسة الحالة االقتصادية واالجتماعية يف العالم 2007 إىل إجياد آليات مناسبة يمكن من خالهلا احليلولة دون وقوع متييز بسبب السن يف أسواق العمل وضامن تعاضد األجيال من خالل وضع ن ظ م مناسبة لتأمني الدخل للمتقدمني يف السن وحشد املوارد الرضورية لتقديم الرعاية الصحية والعناية عىل األمد الطويل. وينبغي أن تنطوي عمليات االستجابة يف جمال وضع السياسات العامة يف حاالت اإلمهال وإساءة املعاملة عىل تدابري تضمن لألشخاص الذين جيدون أنفسهم يف هذه األوضاع فرصة الوصول إىل معلومات موثوق هبا وآليات فع الة لشجب هذه املامرسات. وفضال عن ذلك ينبغي للحكومات أن تسعى إىل وضع مبادرات وطنية للتدريب والتثقيف لتشجيع اعتامد تصورات إجيابية عن املسنني وبناء املهارات املناسبة لدى األفراد الذين يتولون رعاية املسنني. الشيخوخة والعرض يف مجال العمالة ونمو اإلنتاجية مع تزايد شيخوخة السكان ستتناقص نسبة أفراد السكان الذين هم يف سن العمل وستتسم القوة العاملة نفسها بتقدم السن. ويصدق هذا بوجه خاص عىل البلدان التي تشهد معدالت خصوبة منخفضة ومعظمها من البلدان املتقدمة النمو. وعىل عكس ذلك فإن البلدان التي تشهد معدالت خصوبة عالية نسبيا )وهي بصفة رئيسية البلدان ذات اقتصادات الدخل املنخفض( ستظل تشهد نموا قويا يف قوة العمل حتى عام 2050 األمر الذي قد يفتح آفاق فرص جديدة لترسيع النمو االقتصادي. ما يرتتب عىل تقدم السكان يف السن من آثار عىل النمو قد تصبح شيخوخة السكان عبئا يقيد النمو االقتصادي إال إذا أمكن السيطرة عىل انكامش نمو قوة العمل وتكثفت اجلهود لزيادة إنتاجية العاملة. ويف معظم السياقات ستكون هناك حاجة إىل زيادة إنتاجية العاملة الستكامل التدابري التي تساهم يف وقف االنخفاض يف األيدي العاملة املتاحة. وعىل سبيل املثال سيتعني عىل اليابان لكي تعوض األثر السلبي لنقص قوة العمل إذا تساوت مجيع العوامل األخرى أن تكفل نموا يف إنتاجية العاملة بنسبة 2.6 يف املائة سنويا للمحافظة عىل نمو الدخل للفرد بنسبة 2 يف املائة سنويا يف السنوات اخلمسني القادمة. وحيتاج األمر إىل أكثر من 80 يف املائة من النمو املطلوب يف إنتاجية العاملة من أجل التغلب عىل األثر املرتتب عىل شيخوخة السكان يف النمو )انظر الشكل صفر - 4(. وينطبق ذلك أيضا وإن كان بدرجة أقل عىل بلدان أخرى تعاين من شيخوخة السكان مثل أملانيا وإيطاليا وكذلك الواليات املتحدة األمريكية. ومع ذلك فإن نمو اإلنتاجية املطلوب يف كل هذه احلاالت يبدو ممكنا استنادا إىل املعايري التارخيية. وختلص الدراسة االستقصائية إىل أن تدابري حفز النمو يف اإلنتاجية سيكون هلا األثر األكرب يف مساعي التغلب عىل العواقب السلبية املحتملة لشيخوخة السكان عىل النمو االقتصادي. ومع ذلك فقد اقرتحت تدابري أخرى تؤثر تأثريا مبارشا عىل العرض املتوافر من األيدي العاملة وبعضها يبدو أكثر فعالية من غريه. ويشار إىل اهلجرة الدولية يف كثري من احلاالت بوصفها إحدى األدوات التي يمكن أن تؤم ن وجود عرض كاف من العامل يف البلدان املتقدمة ولكن ليس من املتوقع أن يسمح أي بلد بأعداد كبرية من املهاجرين للتغلب عىل شيخوخة السكان. وعىل سبيل املثال سيحتاج االحتاد األورويب تدفقا صافيا مستمرا

14 نظرة عامة م الشكل صفر - 4 أثر شيخوخة السكان عىل النمو املطلوب يف إنتاجية العمالة: أملانيا وإيطاليا والواليات املتحدة األمريكية واليابان )نسبة مئوية( أثر الشيخوخة العوامل الا خرى في توافر العمالة ٣ صفر املصدر: األمم املتحدة/إدارة الشؤون االقتصادية واالجتماعية. مالحظة: يحسب أثر الشيخوخة عىل أساس افرتاضات قد ال تستند إىل الواقع: فالنمو املطلوب يف اإلنتاجية لتوليد مستوى معني من نمو الناتج املحيل اإلجمايل للفرد يف ضوء التغريات املتوقعة يف هيكل أعمار السكان يقارن بالنمو املطلوب يف اإلنتاجية للحفاظ عىل نفس مستوى الناتج املحيل اإلجمايل للفرد يف حالة عدم حدوث هذه التغريات. ويفرتض أن تظل نسبة إعالة املسنني ثابتة عند املستوى املسجل يف عام ٢ ١ اليابان الولايات املتحدة إيطاليا أملانيا يبلغ 13 مليون مهاجر سنويا يف اخلمسني سنة القادمة للتعويض عن زيادة نسبة إعالة املسنني يف حني أن الواليات املتحدة واليابان ستحتاجان إىل استيعاب 10 ماليني مهاجر سنويا يف كل منهام. ومجيع هذه احلاالت تقتيض زيادة املستويات احلالية من اهلجرة إىل عدة أضعافها. والتعاقد عىل العمل يف البلدان األصلية للعاملة هو احتامل آخر ولكنه ال يعالج مشكلة ارتفاع نسب إعالة املسنني. وعىل الرغم من أن هذا التعاقد اخلارجي قد خيفف من النقص يف العاملة من خالل نقل عملية اإلنتاج إىل عامل يف اخلارج فإنه ال يقلل الضغوط عىل ن ظ م املعاشات التقاعدية لكبار السن ألنه لن يتيح قاعدة العاملة وبالتايل قاعدة املسامهني يف ن ظ م املعاشات التقاعدية. ويشري التحليل الوارد يف الدراسة االستقصائية إىل أن أكرب اإلمكانات ملواجهة التغريات املتوقعة يف نمو القوى العاملة تكمن يف زيادة معدالت مشاركة املرأة والعامل األكرب سنا. وبالفعل ال يزال يوجد يف كثري من البلدان جمال كبري لوضع تدابري هتدف إىل زيادة معدل مشاركة العاملني األكرب سنا الذين ترتاوح أعامرهم يف الغالب بني 55 و 64 سنة وذلك بتضييق الفارق بني سن التقاعد الفعيل وسن التقاعد القانوين. ويوجد أيضا نطاق من اخليارات يف صدد إزالة األسباب التي ال تشجع العاملني عىل البقاء يف اخلدمة يف سن متقدم ومن هذه اخليارات تعديل املامرسات يف أماكن العمل لكي تتالءم بصورة أفضل مع احتياجات العامل مع تقدمهم يف السن وحتسني ظروف العمل لالحتفاظ بالقدرة عىل العمل مدى احلياة ومكافحة التمييز عىل أساس السن والتشجيع عىل تقديم العامل األكرب سنا يف صورة إجيابية. وسيكون العامل األكرب سنا يف موقف أفضل لالستمرار يف العمل ملدة أطول إذا أتيحت هلم الفرصة للمشاركة يف مبادرات التعلم مدى احلياة والتدريب يف موقع العمل.

15 ن دراسة الحالة االقتصادية واالجتماعية يف العالم 2007 ومن املتوقع أن تؤدي هذه التدابري إىل زيادة النمو يف البلدان التي تعاين من الشيخوخة ولكن أثرها قد ال يكون كبريا جدا. ويشري التحليل الوارد يف الدراسة االستقصائية إىل أن الناتج للفرد يف أملانيا مثال سيزيد من 1.7 إىل 1.8 يف املائة سنويا بني عام 2000 وعام 2050 إذا زادت معدالت مشاركة األشخاص الذين تبلغ أعامرهم ما بني 55 و 64 سنة إىل مستوى املشاركة نفسه لألشخاص الذين هم يف سن 15 إىل 54 سنة. وستكون اآلثار مشاهبة هلذه يف بلدان أخرى تعاين من مشكلة شيخوخة السكان. ولكن يبدو عموما أنه ليس هناك ما يربر املخاوف من أن تؤدي شيخوخة السكان والقوى العاملة إىل انخفاض حاد يف النمو االقتصادي. وتقول إسقاطات األمم املتحدة إنه إذا استمر حتسني اإلنتاجية عىل النحو املتوقع يف املستقبل القريب فقد يبدو من املمكن التغلب عىل التحديات التي تثريها شيخوخة السكان عىل صعيد العمل. هل هناك بارقة أمل ديمغرافية قد تستطيع البلدان التي توجد فيها قوى عاملة متنامية وشابة نسبيا أن تزيد من رسعة النمو فيها. ومع ذلك يتعني عليها لكي تتمتع بفوائد هذا العائد الديمغرايف أن تعالج جمموعة خمتلفة من القضايا. فبدال من الشعور بالقلق إزاء نقص ماثل يف األيدي العاملة ينبغي هلا أن تواصل تركيز اهتاممها عىل إجياد فرص للعمل الكريم وخاصة لألعداد املتزايدة من الشباب الذين ينتظر انضاممهم إىل القوة العاملة. وسيؤدي تعزيز معدالت استخدام األيدي العاملة يف االقتصاد الرسمي إىل زيادة عوائد الرضائب وهتيئة الظروف الالزمة لتوسيع خمططات احلامية االجتامعية غري املطورة حاليا مما يمكن العامل األكرب سنا من التقاعد مع التمتع باألمن املايل. ونمو اإلنتاجية عامل هام أيضا بالطبع لتطوير االقتصاد الذي يوجد فيه فائض من العاملة وأسواق كبرية من العاملة غري الرسمية نظرا ألن نمو اإلنتاجية لن يقف عند حد دعم السكان املسنني الذين يتزايد عددهم بل سيؤدي أيضا إىل رفع مستويات املعيشة الشاملة وختفيف حدة الفقر. الشيخوخة واالستهالك والنمو من املتوقع من نواح عديدة أن ترتتب عىل شيخوخة السكان آثار يف أنامط االستهالك واالستثامر واالدخار. ومن الرضوري فهم مدى تأثري شيخوخة السكان عىل هذه األنامط وطريقة تأثريها إن وجد من أجل التنبؤ بالطريقة التي سيسري هبا النمو االقتصادي والتنمية يف املستقبل. ورغم وجود بعض األفكار الواضحة عن هذه العالقة يف النظريات االقتصادية يصعب إىل حد ما يف واقع األمر أن نتنبأ بالطريقة التي ستؤثر هبا الشيخوخة عىل أنامط االستهالك والنمو يف املستقبل. تغري أنماط االستهالك من املفاهيم الشائعة يف النظرية االقتصادية أن أنامط االستهالك واالدخار تتغري أثناء حياة األشخاص. ووفقا ألحد املفاهيم تتغري االحتياجات واألذواق بتغري مراحل احلياة. وقد ثبت بالفعل أن األشخاص األكرب سنا يميلون إىل إنفاق جزء أكرب من دخلهم عىل املسكن واخلدمات االجتامعية مقارنة بمجموعة السكان األصغر سنا. واستنادا إىل اجتاهات االستهالك احلالية بني من هم يف سن 65 سنة أو أكثر ويعيشون

16 نظرة عامة س يف البلدان املتقدمة يمكن أن نتوقع أن الطلب عىل النفقات الصحية ونفقات الرعاية طويلة األمد سريتفع عىل األرجح يف حني ستزيد النفقات عىل املسكن والطاقة نتيجة زيادة الوقت الذي يقضيه املتقاعدون يف البيت. ومن جهة أخرى قد تنخفض النفقات عىل الرتفيه والنقل يف حني يظل نصيب االستهالك من السلع األساسية مثل األغذية واملالبس ثابتا بصورة نسبية. وهكذا يمكن أن تؤدي شيخوخة السكان إىل تغريات كبرية يف تركيبة الطلب عىل السلع واخلدمات. ولكن نظرة متفحصة إىل االجتاهات احلالية توضح أن التغريات يف أنامط االستهالك بسبب شيخوخة السكان تتباين من بلد آلخر وهذه التغريات حتدث ببطء مع مرور الوقت. وباإلضافة إىل ذلك فإن مستويات االستهالك تتصل بصورة أوثق بالدخل ال باهليكل الديمغرايف. وهذه احلقيقة املعقدة جتعل من الصعب أن نتنبأ باالجتاهات املقبلة يف االستهالك نظرا ألن أبعاد نمو الدخل للمسنني يف العقود القادمة ليست إىل حد ما مؤكدة. االدخار والشيخوخة هناك فكرة نظرية أخرى يوضحها نموذج االدخارات لدورة احلياة الذي يفرتض أن األشخاص ينتجون أثناء سنوات عملهم أكثر مما يستطيعون استهالكه وهبذا يول دون فائضا يمكن استعامله لصالح أطفاهلم املعالني و/أو ادخاره لتأمني إيراد بعد التقاعد. ووفقا هلذا الرأي ي نتظر أن تشهد االقتصادات التي ترتفع فيها مستويات إعالة األطفال معدالت ادخار وطنية منخفضة نسبيا. ويف املقابل يمكن لالقتصادات التي ترتفع فيها نسب األشخاص الذين هم يف سن العمل بني السكان أن تنمو برسعة أكرب ألن هذا اهليكل الديمغرايف يول د فائضا إمجاليا أكرب أثناء دورة احلياة وألن معدالت االدخار ستكون أكرب حسب التوقعات نظرا ألن األفراد يدخرون حتسبا لتقاعدهم. وإىل جانب ذلك إذا كان األفراد يتصورون أن معدل عمرهم املتوقع آخذ يف االرتفاع فإهنم قد يتجهون إىل زيادة مدخراهتم أثناء سنوات عملهم من أجل متويل فرتة أطول من التقاعد. ورغم اآلثار املحتملة للشيخوخة يف هذا الصدد فإن عوامل كثرية أخرى تؤدي دورا يف حتديد السلوك االدخاري ومستوى املدخرات يف االقتصاد. وتشمل هذه العوامل مستوى توزيع الدخل يف االقتصاد وقيمة األصول لدى األشخاص وتوزيعها والتصورات السائدة عن املستقبل ومعدالت الرضائب والن ظ م القائمة للمعاشات التقاعدية واالستعدادات املتوافرة لرعاية املسنني يف حالة األمراض املزمنة. وباإلضافة إىل ذلك فإن نظرية دورة احلياة تنطبق عىل مدخرات األرسة املعيشية أو املدخرات الشخصية التي تتأثر بطريقة تصميم ن ظ م املعاشات التقاعدية ولكن هذه اآلثار قد تكون ضئيلة نسبيا باملقارنة بأثر خمططات املعاشات التقاعدية عىل أنامط االدخار للحكومات واملؤسسات التجارية. ومع ذلك فمن الواضح أن هناك حصة متزايدة من االدخارات األرسية تتدفق إىل صناديق املعاشات التقاعدية وغريها من خمططات االستثامر املايل للتقاعد. وقد أصبحت املؤسسات املستثمرة التي تقوم نمطيا بإدارة هذه املدخرات هي الالعب الرئييس يف األسواق املالية. وال تقوم هذه املؤسسات املستثمرة بإدارة مبالغ كبرية من املدخرات األرسية من البلدان املتقدمة فحسب ولكنها تدير أيضا مدخرات متزايدة من البلدان النامية التي زادت فيها أمهية ن ظ م املعاشات التقاعدية املرسملة التي يديرها القطاع اخلاص )انظر أدناه(. ويمكن ملؤسسات االستثامر هذه أن تقوم بدور هام يف تعميق األسواق املالية وتوفري سيولة إضافية ملشاريع االستثامر طويلة األمد إال أن جانبا كبريا من أعامل املؤسسات املستثمرة جيري خارج نطاق تنظيم

17 ع دراسة الحالة االقتصادية واالجتماعية يف العالم 2007 السوق املالية وآليات اإلرشاف التي تنطبق عموما عىل النظام املرصيف ومن ثم يمكن أن تصبح عمليات صناديق املعاشات التقاعدية يف سوق املال إذا مل تكن موضع رقابة مصدرا لعدم االستقراراملايل. كام أن السلطات النقدية تفقد قدرا من السيطرة عىل نمو االئتامنات نظرا ألن قدرا متزايدا من االستثامرات املالية جيري خارج النظام املرصيف وحيد ذلك بالتايل من فعالية السياسات النقدية. ويتطلب األمر حتسني التدابري التنظيمية )الدولية إن أمكن( لتجنب احتامالت زعزعة األسواق املالية نتيجة عمليات صناديق املعاشات الكربى وللحفاظ عىل دخل كبار السن من التعرض لألخطار. ضمان تأمني الدخل يف سن الشيخوخة يف كثري من األحيان هتبط مستويات معيشة الناس مع تقدمهم يف السن. إذ أن انخفاض الفرص االقتصادية وتدهور احلالة الصحية يؤديان يف كثري من احلاالت إىل زيادة التعرض للفقر مع التقدم يف السن. ولكن هذه الظروف تتباين كثريا بني سياقات وجمموعات املسنني ومن ثم تتباين اسرتاتيجيات كسب الرزق. ففي البلدان املتقدمة متثل املعاشات التقاعدية املصدر الرئييس للرزق واحلامية يف الشيخوخة يف حني حيصل عدد قليل من املسنني يف البلدان النامية عىل معاشات تقاعدية ولذلك يتوجب عليهم االعتامد عىل مصادر أخرى من الدخل. ويف الواقع فإن 80 يف املائة من سكان العامل ال يتمتعون بحامية كافية يف سن الشيخوخة ضد املخاطر الصحية وخماطر العجز واملخاطر املتصلة بالدخل. ويعني ذلك أن قرابة 342 مليون شخص من كبار السن يف البلدان النامية وحدها ال يتمتعون يف الوقت احلايل بالقدر الكايف من تأمني الدخل. وسريتفع هذا الرقم إىل 1.2 بليون شخص بحلول عام 2050 إذا مل يتم توسيع نطاق التغطية التي تتيحها اآلليات احلالية املخصصة لضامن تأمني الدخل يف سن الشيخوخة. ويمثل التحول الديمغرايف حتديا هائال من ناحية كفالة توافر واستدامة املعاشات التقاعدية والن ظ م األخرى التي تتيح األمن االقتصادي لعدد متزايد من املسنني يف البلدان املتقدمة والنامية عىل السواء. وختلص الدراسة االستقصائية إىل أن اتباع النهج الصحيح جيعل من األيرس السيطرة عىل هذا التحدي. الفقر والشيخوخة تشري األدلة التجريبية إىل أن كبار السن الذين يعيشون يف بلدان تطبق ن ظ م معاشات تقاعدية رسمية شاملة وخمططات للتحويالت العامة سيكونون أقل عرضة للفقر من الفئات األصغر سنا من السكان أنفسهم. ويف البلدان التي توجد فيها ن ظ م معاشات حمدودة التغطية يكون الفقر يف سن الشيخوخة عادة عىل مستوى املتوسط نفسه عىل الصعيد الوطني. وبالطبع فإن احتامالت الوقوع يف الفقر يف الشيخوخة ال تتوقف فقط عىل التغطية التي توفرها خمططات املعاشات. وعموما تتباين درجة الفقر بني كبار السن حسب املستوى التعليمي ونوع اجلنس وترتيبات املعيشة. فالتعليم األفضل يقلل احتامالت الوقوع يف الفقر عند كبار السن. واملرأة يف سن الشيخوخة أكثر عرضة للفقر من الرجل. ومع عدم توافر التغطية باملعاشات الرسمية يواجه معظم األشخاص يف البلدان النامية قدرا كبريا من عدم األمن يف الدخل يف سنوات الشيخوخة. وال توجد فكرة التقاعد لدى املحرومني من احلامية وهم يف كثري من األحيان من صغار املزارعني والعامل الريفيني والعامل يف القطاع غريالرسمي. وهم غري مؤهلني للحصول عىل معاش تقاعدي نظرا لعدم شغلهم أي وظيفة رسمية وجيب أن يواصلوا االعتامد عىل عملهم

18 نظرة عامة ف إذا مل يتمكنوا من جتميع أصول كافية. وقد تكون احلالة خطرية جدا للطاعنني يف السن )الذين يبلغون 80 سنة أو أكثر( إذ أهنم ال يستطيعون العمل مثل أقراهنم األصغر سنا. وبصفة خاصة فإن األشخاص الذين كانوا فقراء أثناء العمل يف ربيع العمر سيظلون فقراء يف شيخوختهم إن مل يزدادوا فقرا. كام أن األشخاص الذين يعيشون فوق خط الفقر وال يستطيعون رغم ذلك تكوين مدخرات احتياطية لتمويل استهالكهم يف شيخوختهم يواجهون هم أيضا خطر الفقر مع تقدمهم يف السن. ويف كثري من األحيان قد يعتمد املسنون عىل دعم األرسة واملجتمع من أجل العيش أو استكامل احتياجاهتم من الدخل. ويف هذا الصدد ترتفع خماطر العوز التي يواجهها كبار السن )وخاصة من النساء( إذا كان املرء أعزب أو أرمال أو ليس له أوالد. واالعتامد عىل الشبكات األرسية قد ال يوفر احلامية الكافية للمسنني من الفقر نظرا ألن هذه الشبكات نفسها قد تعاين من ضيق ذات اليد. وبالطبع فإن حتديات توفري القدر الكايف من تأمني الدخل يف سن الشيخوخة تزيد كثريا يف األحوال التي يتفشى فيها الفقر. تحسني تأمني الدخل باتباع ن ه ج عريضة ومتعددة املستويات متثل صناديق املعاشات التي يديرها القطاع اخلاص أو العام أدوات السياسة الرئيسية املستعملة ملعاجلة الفقر والضعف يف سن الشيخوخة. ويفرتض من الناحية املثالية أن تكفل هذه الن ظ م تأمني الدخل أثناء الشيخوخة للجميع وأن تقدم مزايا تتيح للمتلقني مستوى للمعيشة فوق احلد األدنى املقبول اجتامعيا. ومع ذلك فإن تغطية املعاشات التقاعدية حمدودة يف معظم البلدان النامية. ويف البلدان املتقدمة أتاحت أسواق العمل املنظمة تنظيام جيدا الفرصة لكي تغطي املعاشات التقاعدية القائمة عىل املسامهات املدفوعة أثناء اخلدمة كل السكان تقريبا. ومن ال حيق هلم احلصول عىل املعاشات التقاعدية القائمة عىل املسامهة حيصلون عادة عىل الدعم من خالل ن ظ م لدعم الشيخوخة ال تقوم عىل املسامهة. ومع ذلك فإن استدامة ن ظ م املعاشات التقاعدية احلالية أصبحت اآلن موضع شك يف البلدان النامية واملتقدمة عىل السواء. فتزايد سنوات العمر والتصميم اخلاطئ للربامج وسوء اإلدارة وعدم كفاية النمو االقتصادي وانخفاض معدالت توليد العاملة كلها أمور تقوض اجلدوى املالية هلذه الن ظ م يف بعض السياقات. وتؤدي زيادة معدالت إعالة املسنني إىل زيادة الضغوط عىل ن ظ م الدعم الرسمية وغري الرسمية ما مل يتمكن االقتصاد من ترسيع وترية النمو وحتقيق االستدامة )وتوليد فرص العمل الكريم(. أما مسائل االنضامم إىل ن ظ م املعاشات والقدرة عىل دفع االشرتاكات واالستدامة فهي مسائل جوهرية يف تصميم وإصالح نظام املعاشات التقاعدية للشيخوخة. ويرتبط تصميم ن ظ م تأمني الدخل يف سن الشيخوخة أوال وأخريا بحالة كل بلد عىل حدة وينبغي أن تراعي االختيارات واألفضليات السائدة يف املجتمع. ويبدو أن من املستصوب استنادا إىل املامرسة السائدة يف كثري من البلدان اتباع هنج متعدد املستويات يف صياغة ن ظ م املعاشات التقاعدية من أجل التوصل إىل ن ظ م لتأمني الدخل يف سن الشيخوخة يمكن حتمل تكلفتها وتتوافر هلا أسباب البقاء ماليا وتتسم باإلنصاف. كفالة حصول الجميع عىل معاشات تقاعدية يف سن الشيخوخة ينبغي أن يكون املبدأ الرئييس هو أن هتدف مجيع ن ظ م املعاشات التقاعدية عىل األقل إىل توفري شكل من أشكال تأمني الدخل األسايس جلميع األشخاص يف سن الشيخوخة. ويمكن حتقيق هذا اهلدف عن طريق

19 ص دراسة الحالة االقتصادية واالجتماعية يف العالم 2007 إنشاء قاعدة أساسية توفر مزايا املعاشات التقاعدية الدنيا أو توسيع هذه القاعدة إن كانت موجودة بالفعل. ويمكن أن تكون هذه اآللية للتأمني االجتامعي الشامل قائمة أو غري قائمة عىل املسامهات حسب سياق كل حالة. ففي البلدان التي تسود فيها أشكال االستخدام الرسمية قد تكفي قاعدة أساسية واحدة لتوفري تأمني الدخل يف سن الشيخوخة ويمكن أن يستند متويلها إىل مسامهات ترتبط بالدخل كام حيدث يف معظم البلدان املتقدمة. ويف البلدان التي يسود فيها قطاع العمل غري الرسمي أو توجد فيها رشحيتان يف سوق العمل فيها إحدامها رسمية واألخرى غري رسمية يمكن أن تتألف ن ظ م املعاشات االجتامعية األساسية من عنرصين: نظام ال يقوم يف جوهره عىل أساس املسامهة ويتيح املزايا الدنيا بتمويل من الرضائب مع تقديم مسامهات من جانب القادرين عىل املسامهة كلام أمكن ونظام يستند بكامله إىل مسامهات املشرتكني. ويف معظم السياقات تبدو املعاشات التقاعدية األساسية غري القائمة عىل مسامهات املشرتكني أمرا ممكنا من ناحية التكلفة حتى يف البلدان ذات الدخل املنخفض. وتشري عملية عددية بسيطة باستخدام افرتاضات معقولة إىل أن تكلفة القضاء عىل الفقر املدقع يف سن الشيخوخة من خالل توفري معاش شامل أسايس يعادل دوالرا واحدا يف اليوم لكل من يزيد سنهم عن 60 سنة ستكون أقل من 1 يف املائة من الناتج املحيل اإلمجايل السنوي يف 66 بلدا ناميا من بني مائة بلد نام )انظر الشكل صفر - 5(. وحسب اإلسقاطات فإن تكاليف تشغيل نظام معاشات أساسية يف هذه البلدان رغم حتول السكان إىل الشيخوخة برسعة ستكون بسيطة نسبيا حتى عام ومع ذلك فإن القدرة عىل حتمل تكاليف ن ظ م املعاشات التقاعدية هذه تتوقف بالقدر نفسه عىل األولوية التي توليها الدولة لكفالة تأمني حد أدنى من الدخل يف سن الشيخوخة وعىل رسعة النمو االقتصادي. وباإلضافة إىل ذلك وخاصة يف البلدان ذات الدخل املنخفض قد توجد مطالب متنافسة عىل موارد احلكومة الشحيحة: ففي باكستان وغواتيامال والكامريون ونيبال واهلند عىل سبيل املثال متثل تكلفة ن ظ م املعاشات األساسية عىل النحو املذكور أعاله ما يصل إىل 10 يف املائة من جمموع إيرادات الرضائب. ويف بنغالديش وبوروندي وكوت ديفوار وميانامر تعادل هذه التكلفة ميزانية الصحة العمومية. ولذلك فقد يتعني حتديد طريقة متويل ن ظ م املعاشات األساسية بالتنسيق الوثيق مع عملية توزيع املوارد )بام يف ذلك استعامل املساعدة اإلنامئية( عىل الربامج االجتامعية األخرى. استدامة ن ظ م املعاشات التقاعدية يركز معظم النقاش اجلاري حول ن ظ م املعاشات التقاعدية عىل استدامة متويل الن ظ م البديلة وال سيام فيام يتعلق بنوعي آليات التمويل ومها: نظام دفع االستحقاقات أوال بأول حيث ترصف االشرتاكات التي يدفعها اجليل احلايل من العامل كاستحقاقات للمتقاعدين والنوع اآلخر هو عبارة عن نظام ممول بالكامل متو ل يف إطاره االستحقاقات بواسطة أصل ومردود اشرتاكات سبق استثامرها. وال تزال مسألة استدامة متويل ن ظ م دفع االستحقاقات أوال بأول مثار تشكيك يف كثري من األحيان خالل النقاش الدائر حول إصالح ن ظ م املعاشات التقاعدية نظرا ألن ارتفاع معدالت إعالة املسنني يعني تضاؤل عدد العاملني الذين يؤدون االشرتاكات قياسا بعدد املستفيدين. وقد انتهجت اإلصالحات املطبقة عىل ن ظ م املعاشات التقاعدية القائمة عىل االشرتاكات منهجني عىل النحو التايل: تعزيز الن ظ م القائمة عن طريق تغيري البارامرتات األساسية )اإلصالحات البارامرتية( وتغيري تصميم النظام بشكل جذري )اإلصالحات اهليكلية(.

20 نظرة عامة ق الشكل صفر - 5 محاكاة تكاليف املعاشات التقاعدية االجتماعية الشاملة يف البلدان النامية الرامية إىل حماية كبار السن من الفقر املدقع لعامي 2005 و 2050 )النسبة املئوية من الناتج املحيل اإلجمايل( ٢٠٥٠ ٢٠٠٥ أكثر من ٣ ما بني ٢ ٠١ و ٣ ٠ ما بني ١ ٥١ و ٢ ٠ ما بني ١ ٠١ و ١ ٥ ما بني ٠ ٥١ و ١ ٠ أقل من ٠ ٥ املصدر: األمم املتحدة/إدارة الشؤون االقتصادية واالجتماعية. ١٠ ٢٠ ٣٠ ٤٠ ٥٠ صفر عدد البلدان ون فذت اإلصالحات البارامرتية يف مجيع ن ظ م دفع االستحقاقات أوال بأول تقريبا وهي أكثر انتشارا من اإلصالحات اهليكلية. واعتمدت البلدان مجلة تدابري عىل صعيدي اإليرادات واملدفوعات كلتيهام ضامنا لتوافر تلك الن ظ م واستدامتها. وعىل وجه اخلصوص يتواصل بشكل متزايد اعتامد تدابري ترمي إىل رفع سن التقاعد الفعيل. ففي الواليات املتحدة ي توخى أن يرتفع سن التقاعد الفعيل إىل 67 سنة بحلول عام 2027 ومن املرتقب أن يرتفع يف فرنسا عدد سنوات االشرتاك بام يوازي الزيادة يف العمر املتوقع بدءا من عام وعالوة عىل ذلك تعكف البلدان حاليا عىل النظر يف إلغاء احلوافز الرضيبية عىل التقاعد املبكر املدرجة يف ن ظ م املعاشات التقاعدية. وترمي هذه التدابري إىل التصدي للمشكلة املتمثلة يف زيادة سنوات التقاعد النامجة عن طول العمر مع قرص مدة احلياة العملية. ويمكن أن يسهم تأخري التقاعد والبقاء يف احلياة العملية ملدة أطول إسهاما كبريا يف احلفاظ عىل استمرارية ن ظ م دفع االستحقاقات أوال بأول يف أغلبية البلدان. بيد أن هناك بلدانا أخرى ركزت عىل إجراء إصالح هيكيل عىل ن ظ م معاشاهتا التقاعدية. فقد طبقت عدة بلدان يف الثامنينات والتسعينات إصالحات هيكلية عىل ن ظ مها التي متنح معاشا تقاعديا أساسيا وانتقلت من نظام دفع االستحقاقات أوال بأول عىل أساس استحقاقات حمددة إىل نظام ممول بالكامل وحمدد االشرتاكات. ذلك ما فعلته جزئيا اململكة املتحدة لربيطانيا العظمى وآيرلندا الشاملية عىل سبيل املثال يف عام 1980 بينام اتبعت شييل هنجا أبعد غورا عندما ختلت عن نظام دفع االستحقاقات أوال بأول الذي يديره القطاع العام والذي يمنح استحقاقات حمددة معتمدة بدال منه نظاما إلزاميا مموال بالكامل ويديره القطاع اخلاص وحذت حذوها عدة بلدان يف أمريكا الالتينية. ويتوقف سداد االستحقاقات يف سن الشيخوخة يف إطار النظام املمول بالكامل ذي االستحقاقات املحددة عىل قيمة املبلغ املستثمر

21 ر دراسة الحالة االقتصادية واالجتماعية يف العالم 2007 واملردود الذي حيققه. وبسبب رسملة اشرتاكات املعاشات التقاعدية كان االعتقاد السائد هو أن ذلك النظام سيحفز عىل االدخار عىل الصعيد الوطني ومن ثم عىل حتقيق نمو اقتصادي بوجه عام. وعىل الرغم من أن الن ظ م املمولة بالكامل ق دمت عىل أهنا أقدر عىل البقاء وأهنا قد تفيض إىل تعميق نشاط األسواق املالية فليس ثمة أي دليل عىل أن اعتامدها قد أسفر بالفعل عن مزيد من االدخار والنمو. ومع أن الن ظ م املمولة بالكامل التي تقوم عىل الرسملة الفردية يمكن إدامتها من حيث املبدأ فإن االنتقال من نظام دفع االستحقاقات أوال بأول إىل نظام التمويل الكامل يرتك آثارا سلبية عىل املالية العامة نظرا ألن االستحقاقات بموجب النظام القديم ال بد من دفعها عىل أي حال بينام تذهب االشرتاكات اجلديدة إىل النظام اجلديد. ومع أن احلصة الكبرية التي تسهم هبا حافظة صناديق املعاشات التقاعدية يف أذونات اخلزانة توفر التمويل الالزم هلذه التكاليف املالية فإن أثرها ليس حمايدا عىل االقتصاد الكيل ألن ارتفاع الدين العام يمكن أن يؤثر عىل أسعار الفائدة وهذا بدوره يزيد من التكلفة املالية لالنتقال كام أن له أثره عىل االستثامر اخلاص. وعالوة عىل ذلك ففي ظل النظام املمول بالكامل واملعتمد باعتباره نظام معاش تقاعدي أحادي الدعامة تنتقل املخاطر االقتصادية بأكملها لتقع عىل عاتق أصحاب املعاشات التقاعدية ومن ثم ال يمكن ضامن احلصول عىل دخل كامل عند تقدم العمر بحكم ارهتان هذا الدخل بمعدالت مردود استثامرات صندوق املعاش التقاعدي. وثمة مسألة أخرى تكتيس القدر نفسه من األمهية أال وهي أن تلك الن ظ م ليست حمص نة ضد ما يتولد من ضغوط نتيجة تزايد نسبة الرشحية غري العاملة من السكان. والواقع أن العديد من اإلصالحات ال تأخذ يف االعتبار أن آليات التمويل عىل اختالف أنواعها تواجه كلها مشكلة االستدامة نفسها. ويشكل أي أصل متصل باملعاش التقاعدي حيوزه السكان العاملون حاليا - سواء كان أصال ماليا يف حالة الن ظ م املمولة بالكامل أو تعهدا من القطاع العام من خالل نظام دفع االستحقاقات أوال بأول - مطالبة عىل حساب نواتج مستقبلية. لذا ففي إطار النظامني بنوعيهام يتعني إعادة توزيع الدخل بني األفراد املتقاعدين والعاملني. وإزاء ارتفاع معدالت إعالة املسنني فإن ذلك يعني أنه من أجل تقديم القدر نفسه من ضامنات الدخل يف سن الشيخوخة ال بد من فرض اشرتاكات أكرب يف ن ظ م املعاشات التقاعدية عىل السكان العاملني أو من زيادة نمو الناتج. وإمجاال ال تشكل الديناميات الديمغرافية مشكلة عصي ة عىل احلل بالنسبة لن ظ م املعاشات التقاعدية لكبار السن. وإذا كان يتعني مواءمة ن ظ م املعاشات التقاعدية مع السياقات القطرية املحددة فمن الالزم بناء هذه الن ظ م أو إصالحها باالستناد إىل مبادئ أوسع نطاقا. وليست استدامة التمويل سوى أحد هذه املبادئ. ومن ضمن املبادئ التوجيهية األخرى الالزم األخذ هبا ثمة التضامن بني األجيال وكفاية االستحقاقات فيام يتعلق بتقديم ما يكفي من ضامنات الدخل للجميع. ويف واقع األمر أخذت عمليات إصالح املعاشات التقاعدية تنأى يف اآلونة األخرية عن الرتكيز الضيق عىل الن ظ م املمولة بالكامل بوصفها حجر الزاوية يف الن ظ م الوطنية لضامنات الدخل. بل إن اإلصالحات األخرية أقرت برضورة اعتامد هنج متعدد الطبقات يرتكز عىل نظام معاش تقاعدي اجتامعي بام يكفل التغطية الشاملة والتصدي بصورة مبارشة ملشاكل الفقر لدى كبار السن.

22 نظرة عامة ش النهوض بالرعاية الصحية وخدمات الرعاية الطويلة األمد لكبار السن الشيخوخة والتحول الوبائي تقرتن شيخوخة السكان بالتحول الوبائي أي االنتقال من تفيش األمراض املعدية وارتفاع معدالت الوفيات بني األمهات واألطفال إىل تفيش األمراض غري املعدية وال سيام املزمنة منها. وترتبط التغريات الديمغرافية ارتباطا وثيقا بالتحول الوبائي. وبقدر ما ينخفض معدل اخلصوبة وتنحرس اإلصابة باألمراض املعدية املسببة للوفاة يرتفع متوسط عمر السكان. ويف الوقت نفسه فإن أمد حياة الناجني من أمراض الطفولة ال يربح يطول مع مرور الزمن. لذا ففي هناية املطاف سيزيد عدد كبار السن الذين هم أكثر عرضة لألمراض املزمنة من الشباب. ومع ارتفاع عدد كبار السن ي رجح أن يزيد أيضا انتشار األمراض غري املعدية. ومن ثم فإن الشيخوخة تعجل بالتحول الوبائي. ولقد قطع التحو الن كالمها أشواطا بعيدة يف البلدان املتقدمة النمو بل وباتت البلدان النامية بدورها مرسحا هلذين التحو لني. والزيادة يف طول العمر إنام هي نتيجة لتحسن التغذية ومرافق الرصف الصحي والنظافة ومعرفة الظروف الصحية ورسعة انتشار املعارف الطبية وتطبيقها يف املامرسات املتصلة بالرعاية الصحية. ويف البلدان املتقدمة النمو ترادفت الزيادة يف طول العمر مع انحسار يف معدالت االعتالل أي بعبارة أخرى يعيش الناس ملدد أطول ولكنهم ال يقضون عددا أكرب من السنوات يف صحة معتلة. أما البلدان النامية فتشهد التحولني الديمغرايف والوبائي بوترية أرسع مما عليه احلال يف البلدان املتقدمة النمو عىل الرغم من انخفاض مستويات الدخل فيها وضيق نطاق تغطية خدمات الرعاية االجتامعية مقارنة بالوضع يف البلدان املتقدمة النمو. وذلك ما يفرس عدم مالحظة حدوث انحسار يف معدالت االعتالل بعد يف تلك البلدان. فاألرجح إذن أن سكان البلدان النامية الذين هلم متوسط عمر متوقع أقرص مقارنة بنظرائهم يف البلدان املتقدمة النمو سيقضون سنوات أطول من حياهتم وهم يف صحة معتلة )انظر الشكل صفر - 6(. ليست الشيخوخة يف معظم الحاالت العامل الرئييس وراء ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية تطرح شيخوخة السكان طائفة من التحديات لن ظ م الرعاية الصحية الوطنية. ويساور البلدان املتقدمة النمو شواغل إزاء ارتفاع التكاليف الصحية ورضورة احلفاظ عىل مستويات وجودة مالئمة من اخلدمات الصحية والرعاية عىل املدى الطويل املقدمة إىل السكان املسنني. بيد أن التحدي أشد بالنسبة للعديد من البلدان النامية ألهنا قد جتد نفسها أمام عبء مزدوج من حيث احلالة الصحية وتكاليفها. فمن ناحية ما زال يتحتم عىل تلك البلدان أن جتد حال لعدة مشاكل صحية أساسية تعاين منها رشائح عريضة من سكاهنا ومنها النقص يف احلصول عىل مياه الرشب املأمونة وخدمات الرصف الصحي وسوء التغذية وحمدودية سبل الوصول إىل التثقيف يف جمال الصحة اإلنجابية وإىل اخلدمات الصحية ونقص شمول برامج التحصني. ومن ناحية أخرى تشكل شيخوخة السكان املتسارعة وما ينجم عنها من تصاعد يف الطلب عىل خدمات الرعاية الصحية ضغوطا إضافية عىل املوارد الصحية املتاحة.

23 ت دراسة الحالة االقتصادية واالجتماعية يف العالم 2007 الشكل صفر - 6 العمر املتوقع يف سن 60: سنوات الصحة الجيدة والصحة املعتلة حسب املنطقة والجنس 2002 ٥ ١٠ ١٥ ٢٠ ٢٥ ٣٠ صفر سنوات العمر املتوقع في سن ٦٠ العمر املتوقع املعدل حسب الحالة الصحية توقعات سنوات الصحة الجيدة الضاي عة ذكور إناث ذكور إناث ذكور إناث ذكور إناث ذكور إناث ذكور إناث ذكور إناث ذكور إناث ذكور إناث البلدان ذات معدل الوفيات املنخفض أوروبا الشرقية أمريكا اللاتينية شرق البحر املتوسط جنوب شرق آسيا الصني بلدان غرب املحيط الهادىء الا خرى أفريقيا جنوب الصحراء العالم املصدر: others, C.D. Mathers and Global patterns of healthy expec- tancy in the year 2002 )األنماط العاملية للعمر املتوقع يف صحة جيدة لعام )2002 Health, BMC Public.vol. 4, No. 66 مالحظة: يقصد بعبارة توقعات السنوات الصحية الضائعة الفارق بني مجموع العمر املتوقع والعمر املتوقع املعدل حسب الحالة الصحية. ومهام عظم التحدي الذي يشكله تكييف الن ظ م القائمة للخدمات الصحية والرعاية عىل املدى الطويل مع التحوالت الديمغرافية والوبائية املستمرة فإن التغلب عليه ليس باألمر املحال بالتأكيد. ويبني التحليل الوارد يف هذا التقرير أن شيخوخة السكان تساهم يف تصاعد تكاليف الرعاية الصحية إال أهنا ال تشكل عىل ما يبدو أهم عامل وراء ارتفاع التكاليف يف أغلب السياقات. ويصعب التكهن بتوقعات التكاليف الصحية عىل مدى فرتات طويلة من الزمن. ويقيس أحد النهج السائدة )الطريقة االكتوارية( أثر التحول الديمغرايف عىل أساس االجتاهات القائمة يف التكاليف الصحية. ويف مقابل ذلك تقوم الطريقة الوبائية أيضا بتبيان التغريات املتوقعة يف أنامط األمراض عىل الرغم من قلة تواتر تطبيقها بسبب قلة البيانات. ومن املثري لالهتامم أن االستنتاجات التي ختلص إليها كلتا الطريقتني سي ان وهي أن الشيخوخة بمفردها ليست عىل ما يبدو املحرك األسايس وراء ارتفاع التكاليف الصحية يف أغلب األحيان: فاألثر الديمغرايف عىل النفقات الصحية عىل امتداد السنوات اخلمسني القادمة أو يزيد لن يؤثر يف الناتج املحيل اإلمجايل إال بنقاط مئوية قليلة. وبناء عىل ما تقدم ذكره فإن الدراسات نفسها تبني دونام استثناء أن نفقات الرعاية الصحية ستواصل عىل األرجح ارتفاعها كحصة من الناتج املحيل اإلمجايل. وقد تبني أن ثمة عوامل أخرى هلا دور أهم يف زيادة تكلفة الرعاية الصحية من قبيل التغريات الطارئة يف سلوك األفراد يف التامسهم اخلدمات الصحية وأوجه القصور التي تعرتي تقديم اخلدمات الصحية وإدخال التكنولوجيات الطبية اجلديدة وارتفاع أسعار األدوية ون ظ م التأمني الصحي.

24 نظرة عامة ث التحديات التي تواجه ن ظ م الخدمات الصحية والرعاية الطويلة األمد ي رجح إىل أبعد حد أن تؤثر شيخوخة السكان يف ن ظ م الرعاية الصحية بطريقتني أخريني. أوال ستقتيض الزيادة احلاصلة يف العدد اإلمجايل حلاالت األمراض املزمنة والعدد املتزايد من األشخاص املعوقني توافر مهارات جديدة لدى املهنيني والعاملني يف جمال الرعاية الصحية. ويطرح هذا األمر حتديا هائال أمام البلدان النامية التي تعاين من تسارع شيخوخة سكاهنا. ويف الوقت الراهن ما زال نصيب الفرد من النفقات الصحية بالنسبة لكبار السن يف البلدان النامية منخفضا نسبيا عىل وجه العموم )مقارنة بالبلدان املتقدمة النمو بالتأكيد( وهو ال خيتلف كثريا يف املعتاد عن متوسط النفقات عىل الفئات العمرية األخرى يف تلك املجتمعات )عىل النقيض من البلدان املتقدمة النمو(. ويب ني هذا الوضع إىل حد ما وجود نقص يف خدمات التمريض والرعاية التسكينية وخدمات العالج التي تتطلب مزيدا من العناية املركزة التي عادة ما تكون عىل نطاق واسع لكبار السن يف البلدان املتقدمة النمو. وثانيا يسود القلق إزاء كيفية تقديم الرعاية الطويلة األمد لألشخاص الذين باتت حالتهم الصحية ميؤوسا منها. ويتمثل التحدي يف إجياد حلول تصون كرامة املحتاجني إىل الرعاية واستقالليتهم من خالل متكينهم من البقاء يف بيئة يألفوهنا. وتشهد بنية األرسة التقليدية ودور املرأة - وعادة ما تكون هي املقدم الرئييس للعناية غري الرسمية إىل كبار السن - طائفة من التغريات فيام يتضاءل عدد األطفال لكل أرسة يف معظم أنحاء العامل. لذا سيواجه العديد من البلدان النامية صعوبات متزايدة يف احلفاظ عىل األشكال احلالية للرتتيبات غري الرسمية لتقديم الرعاية الطويلة األمد. تكييف السياسات الصحية من املؤكد أن شيخوخة السكان ستؤثر يف نفقات الرعاية الصحية لكن ليس رضوريا أن تستأثر بحصص كبرية ال تطاق من الدخل القومي يف املستقبل. وقد تدعو احلاجة إىل إجراء تغيريات كبرية يف تركيبة نفقات الرعاية الصحية نظرا لألمهية املتزايدة التي توىل للخدمات الطبية وخدمات الرعاية املقدمة عىل املدى الطويل. غري أن عىل واضعي السياسات يف البلدان املتقدمة النمو والبلدان النامية عىل السواء أن ينظروا إضافة إىل ذلك يف إمكانية االضطالع بأنشطة مكثفة يف جمايل الرعاية الصحية الوقائية والتثقيف من قبيل احلض عىل عدم التدخني واإلفراط يف تناول الكحوليات والتشجيع عىل ممارسة التامرين الرياضية للحد من السمنة. فمن شأن هذه التدابري أن تقلل من خماطر اإلصابة باألمراض املزمنة كالرسطان وداء السكري وأمراض القلب واألوعية الدموية يف املراحل املتقدمة من العمر. وتشكل إعادة التأهيل العالجي يف حالة األمراض املزمنة أولوية أخرى ينبغي مراعاهتا. ومن شأن تلك التدخالت أن حتد من تصاعد تكاليف الرعاية الصحية املتصلة بشيخوخة السكان ألهنا تساعد عىل تأخري اإلصابة باألمراض واإلعاقة. كفاية العاملني يف مجال الرعاية الصحية يشكل توافر العاملني الطبيني املؤهلني إحدى املسائل امللح ة التي تواجه البلدان النامية واملتقدمة النمو عىل السواء. ويف البلدان النامية وخاصة البلدان ذات الدخل املنخفض بات النقص يف أعداد األفراد املؤهلني العاملني يف املجال الطبي باديا للعيان فعال بل إن هذا النقص سيتفاقم كلام زادت وطأة العبء املزدوج للمرض وستحتاج هذه البلدان أيضا إىل مزيد من مهنيي الصحة للتصدي لألمراض املزمنة. وتشهد

25 خ دراسة الحالة االقتصادية واالجتماعية يف العالم 2007 البلدان املتقدمة النمو كذلك تصاعد الطلب عىل العاملني املتخصصني يف املستشفيات ومرافق الرعاية الطويلة األمد بسبب تزايد عدد السكان املسنني. وقد أفىض هذا الوضع فعال إىل حدوث هجرة أدمغة عارمة من البلدان النامية يف صفوف املوظفني الطبيني املؤهلني. وعىل سبيل املثال هناك العديد من املمرضني الذين تلق وا تدريبهم يف منطقة البحر الكاريبي وغادروا تلك املنطقة صوب كندا والواليات املتحدة واململكة املتحدة ونتيجة لذلك لوحظ وجود متوسط معدل شغور يصل إىل 42.4 يف املائة يف ثامنية بلدان من بلدان منطقة البحر الكاريبي التي تتوافر عنها بيانات. وسيقتيض التصدي الحتياجات البلدان التي تعاين من عبء صحي مزدوج رسم سياسات كفيلة بزيادة املوارد املتاحة لتدريب املوظفني الطبيني وإتاحة حمفزات من شأهنا اجتذاب مزيد من العاملني لالضطالع بمهن الرعاية الصحية والرعاية الطويلة األمد لتلبية املتطلبات الناشئة عن شيخوخة السكان. تزايد الحاجة إىل الرعاية الطويلة األمد يف املنزل تعزى االحتياجات إىل الرعاية الطويلة األمد يف البلدان املتقدمة أساسا إىل شيخوخة السكان. وجيري مزيد من الرتكيز حاليا عىل إسداء خدمات الرعاية يف املنزل بوصفها حلقة يف جمموعة متصلة من خمتلف أنواع الرعاية ومستوياهتا عىل نحو ما دعت إليه خطة عمل مدريد الدولية للشيخوخة. وغدت الرعاية الصحية يف املنزل حمل تشجيع عن طريق منح العديد من املحفزات املالية وخمتلف خدمات الرعاية الصحية واالجتامعية. وعىل النقيض من ذلك ال تشكل شيخوخة السكان يف البلدان النامية سوى أحد العوامل املتسببة يف تزايد االحتياجات إىل العناية الطويلة األمد. فبسبب تراجع أمهية األرسة املوسعة يف العديد من البلدان النامية بات االعتامد حرصا عىل هذا الشكل من أشكال الرعاية غري الرسمية أمرا تتعاظم صعوبته باطراد. وختتلف رسعة هذا التحول من بلد آلخر بيد أن العديد من احلكومات ستحتاج إىل النظر يف اعتامد سياسات تسه ل إقامة مزيد من الرتتيبات الرسمية لتقديم الرعاية الطويلة األمد بوصفها امتدادا للرعاية القائمة التي تقدمها األرسة أو املجتمع املحيل لكبار السن. التحرك ق دما تناقش الدراسة االستقصائية التحديات التي يشكلها تسارع شيخوخة السكان والتغريات الطارئة عىل ترتيبات املعيشة فيام يتعلق بتعزيز النمو االقتصادي وكفالة تأمني الدخل للجميع يف األعامر املتقدمة والنهوض بمسائل الصحة والرفاه يف املراحل املتقدمة من العمر. وتشدد الدراسة االستقصائية عىل ضخامة هذه التحديات لكن من املمكن التغلب عليها باعتامد سياسات حمكمة الرتكيز دونام إفراط يف الضغط عىل املوارد املتاحة. ويشكل االعرتاف التام بام يمكن أن يقدمه كبار السن من مسامهات للمجتمع أحد املبادئ األساسية التي ترفد سياسات من ذلك القبيل. ولئن كانت خطة مدريد الدولية للشيخوخة تتيح إطارا إلدراج املناقشات املتعلقة بشيخوخة السكان يف النقاش اجلاري عىل النطاق الدويل بشأن التنمية وتنفيذ السياسات الوطنية الرامية إىل شمول مجيع األعامر